شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
83072 مشاهدة print word pdf
line-top
موقف الشيعة من علي وتفضيله على الصحابة

...............................................................................


الذين يحبونه، ويبالغون في محبته، ما صبروا على هذا السب، ولا على هذا الشتم، كل جمعة يسمعون الحجاج وغيره من الذين يطيعونه يسبون عليًّا على منابرهم، فقالوا: لا بد فيما بيننا أن نظهر فضائل عليّ فكانوا يجتمعون كل جمعة، ثم يتبادلون الأحاديث التي في فضائل عليّ وفي كراماته .
ودخل معهم من يريد أن يكثرهم ممن ليسوا على العقيدة السليمة من زنادقة أو نحوهم، فصاروا يكذبون في تلك الفضائل، ويدخلون فيها ما ليس منها، وصاروا كل يوم أو كل أسبوع يكذبون في فضائله، ويحدثون بتلك الأكاذيب، حتى يمدحوا من يأتيهم بكذب بحديث مكذوب يقول الشافعي رحمه الله: ما رأيت أكذب من هؤلاء الشيعة لو أتيتهم بحديث مكذوب في فضائل علي لملأوا لك هذا البيت ذهبا .
الخليفة الرابع لماذا لم يكن الخليفة الأول؟ لماذا تقدم عليه أبو بكر وعمر وعثمان ؟ فلم يجدوا بدا من أن يشككوا هؤلاء التلاميذ، فقالوا هلم أيضا فنكذب على أبي بكر وعمر وعثمان هلم حتى نبين لتلاميذنا أنهم مغتصبون، وأنهم كتموا الخلافة والوصية، فابتدأوا يكذبون في العراق الأكاذيب الكثيرة التي في الطعن في الخلفاء، ثم أيضا الطعن في جميع الصحابة إلا قليلا، لماذا؟ لأنهم كتموا الوصية، في نظرهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى أن يكون الخليفة بعده عليّا ولكن الصحابة كتموا ذلك، وتمالأوا على بيعة أبي بكر وظلموا عليًّا حقه، فعليّ مظلوم؛ حيث بخس حقه؛ هكذا في نظرهم، واستمروا على هذا في العراق يروجون هذه المثالب والأكاذيب في الطعن في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلذلك اهتم علماء أهل السنة بذكر فضائل الصحابة .

line-bottom